• الموقع : البلاغ : موقع سماحة الشيخ إبراهيم فواز .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : أسئلة عقائدية .
                    • الموضوع : السؤال: هل هناك بشر سكنوا الأرض قبل آدم عليه السلام ،ولماذا كان جواب الملائكة بأن من أهل الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء...؟ / علي .

السؤال: هل هناك بشر سكنوا الأرض قبل آدم عليه السلام ،ولماذا كان جواب الملائكة بأن من أهل الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء...؟ / علي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
تحية طيبة وبعد ....

يقول الله تعالى في محكم كتابه: ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) [البقرة: 30].

السؤال: هل هناك بشر سكنوا الأرض قبل آدم عليه السلام ،ولماذا كان جواب الملائكة بأن من أهل الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء...؟ / علي


الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليك

أما بعد

ليس لدينا أي دليل يُعتمد عليه يقول بسبق وجود بشر قبل آدم (ع) على الأرض والآية لا تشير إلى ذلك بل أن ظاهر القرآن أن آدم (ع) هو أبو البشر وأولهم
وقول الله عز وجل ( إني جاعل في الأرض خليفة ) يفيد أن آدم (ع) هو الخليفة الأول حيث لا إشارة إلى وجود خليفة قبله بدليل أن الملائكة لم يكن في جوابهم أي تلميح إلى أنه قد سبق وجود خليفة على الأرض قبل آدم .
وإلا كان الأحرى في ردهم أن يقول ( قد سبق أن جعلت خليفة وسفك الدماء)

لكنهم قالوا ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) والسؤال الذي يُطرح عادة هنا هو : كيف عرف الملائكة أن الخليفة على الأرض (أي الإنسان) سيفسد ويسفك الدماء ؟
وجواباً نقول :
- إن الملائكة عقلاء أي لهم قدرة على التفكير والتقدير والتحليل
_ أنهم علموا من الله تعالى أن هذا الخليفة سيكون ((( مخيراً ))) أي له حرية إختيار فعل الخير أو الشر
- أنهم قدروا بعقولهم أن من تكون له مطلق الحرية في إختيار ما يريد من فعل
حتى لو كان شراً فمن الطبيعي أن يختار فيما يختار الفساد وأعظم الفساد سفك الدماء .
أما لماذا قالوا ( ونحن نسبح بحمدك ...) هل كان يطمعون أن تكون الخلافة لهم؟
الجواب : لا يمكن صدور الطمع والحسد منهم لسببين
1- لأنهم مخلوقات مطيعة بالمطلق ولا تريد غير ما يريده الله لها بدليل القرآن
2- لأنهم لو إعترضوا وطمعوا وحسدوا لكان مصيرهم مصير إبليس وهذا ما لم يحصل .
أما معنى كلامهم فهو إستفهام نتيجة ما توصلوا

إليه بفكرهم من
ان الحر المختار قد يفسد
وأنهم قدّروا بعقولهم أن الله القادر على خلق من يطيعه ولا يعصيه كالملائكة
من السهل عليه أن يخلق خليفة للأرض مسبّحاً حامداً مطيعاً لا يعصي الله طرفة عين
لذلك كان جواب الله عز وجل (إني أعلم ما لا تعلمون)
أي أن هناك حكمة عظيمة من وراء جعل خليفة حر مختار
وهذه الحكمة يعلمها الله ولا يعلمونها
وعليه أقروا وأطاعوا


  • المصدر : http://www.el-balagh.net/edara/subject.php?id=108
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 13