باسمه تعالى
نعم للدولة المدنية
نعم أنا الذي تشهد كل ذرة في كيانه :
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
وأنا الذي أشهد وجود الله وعظمته في كل شيء
وأنا المؤمن بلا أدنى شك بأن لله في كل حركة حكم
أقول نعم لدولة مدنية
تحفظ لكل إنسان إنسانيته
وتُعطي لكل فكر حريته وتصون لكل عابدٍ معبده
لماذا ؟؟؟ ........
لأني بعد عشرات السنين من دراسة الإسلام
وجدت أن دين الله ليس إلا عقلٌ وعلمٌ وإنسانية
ووجدت أن أجهل الناس بالإسلام هم المسلمون
لأن أبشع الجرائم وأشنعها هي ما أرتكب بإسم الدين
ولأن أرذل الناس من رفع راية الحق وهو يُريد بها الباطل
وأن أكذب الناس من إدّعى علماً وهو ساكتٌ عن نحر الدين بيدي فاجرٍ وتاجر
نعم للدولة المدنية
لأن من يدعون لدولة الإسلام أجهلُ من عنزة بعلم الفضاء
ولا تراهم غير ثلاثة : تاجرٌ وفاجرٌ وشيطان أخرس
وأين هؤلاء من الحق ودولته
نعم لدولة مدنية
إذا خبَّأ حامل المصحف سكين الذبح في مصحفه
إذا صار المُصلّي يتأبى دخول المسجد خوفاً من تفجيره
إذا طار المسيحي باحثاً عن مأوى يقيه غدر مسلمي وطنه وهو شريكهم في الأرض والتاريخ والمصير
نعم أنا مع الدولة المدنية
لأن أغلب المسلمين لا يُريدون الإسلام
وبعض من يريده منهم يُريده مطية للتسلط والغلبة ولم ير في الإسلام إلا الجزية والذبح والجلد
ولأن الله قال أنه الرحمن الرحيم وأن رسوله رحمته للعالمين
وأمر نبيه أن يُخاطب الكفّار : أن لكم دينكم ولي دين ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
وقال : وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ .
نعم لدولة مدنية قد تكون أقرب إلى رضى الله ألف مرة من حامل مصحف وخنجر .
وحيث أن الساكت شيطان أخرس
وحيث أن الدماء تسيل
وحيث أن شياطين الأرض تريد زرع الفتن بينكم
وإنطلاقاً من إنسانيتي وتكليفي وموقعي الشرعي أقول :
أيها اللبنانيون أنتم الشعب والوطن والكيان
وحدتكم من أقدس المقدسات وفرقتكم هي الذبح الأكبر لذا :
1 -إن اللبنانيين كتلة كيانية واحدة لا يجوز التفريق بينهم حسب الإنتماء المذهبي والطائفي .
2- كل كلام يُفاضل بين مذاهب اللبنانيين يُعتبر من المحرمات.
3- كل ذي شأن سياسي أو ديني أو إجتماعي يعتلي منبراَ ويتفوه بكلام تحريض وتفريق طائفي وفئوي لا يجوز الإستماع إليه ولا توقيره ولا حضور مجلسه .
4 - إن الجيش اللبناني هو ملح هذه الأرض وليس بين ضباطه وعناصره شيعي أو سني أو درزي أو مسيحي بل كلهم من طائفة واحدة هي لبنان .
5- إن دماء شهداء الجيش في أي موقعة دفاع عن لبنان هي شرف وفخر لكل لبناني .
6- إن تأييد الجيش ودعمه بكل مُستطاع هو من الواجبات الأكيدة التي لا يجوز التهاون في تأديتها .
7- الواجب الذي لا شك فيه هو ضرورة سيادة وشيوع لغة الوطنية والإنسانية والإمتناع عن كل ما يُناقضها .
8- عند أي حادث مؤلم يحرم الإنتقام والتشفي من أي بريء مهما كان إنتماءه بل يلزم ترك الأمور للجهات المختصة والإلتزام بتوجهات من يحرص على وحدة الصف ومنع الفتن. ولله الأمر من قبل ومن بعد . الشيخ إبراهيم فوّاز |