تمهيد لازم :
= سؤال ملح في التمهيد : هل خُلق الإنسان للجنة أم للأرض ؟
_ قد يأتي الجواب تلقائياً على أغلب الألسنة أنّ خلقه كان للجنة بدليل أنها دار الخلود والبقاء والحياة الأرضية آيلة إلى إنتهاء وفناء .
_ لكن التسلسل القرآني لسيرة الخلق يفرض إستنتاجاً مغايراً .
= لذا من اللازم دقة التتبع لبعض هذا التسلسل :
= (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي <<<جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ>>> خَلِيفَةً) .
>) قَالُوا أَتَجْعَلُ <فِيهَا = (
= ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ <إِنِّي خَالِقٌ> بَشَراً ).
= ( <فَإِذَا سَوَّيْتُهُ> ).
= ( فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ).
= (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ).
=== وعليه نرى مما سبق ومن غيره :
_ _ _ أنّ الهدف المبدئي لخلق الإنسان هو : الخلافة في الأرض .
_ _ _ لم يُخلق الإنسان للجنة .
_ _ _ لو كان خلقه للجنة ففي الملائكة وسنخها ما يفي بالغرض .
_ _ _ لو كان خلقه للجنة لما إحتاج لتمهيد ومؤهلات :
__ سجود الملائكة له .
__ تسخير ما في السموات والأرض لحياته الأرضية .
__ تأهيله بتعليمه الأسماء ( المعارف ) التي يحتاجها للخلافة الأرضية .
__ الإشارة الضمنية إلى عدم حاجة الملائكة لهذا التعليم حيثُ أنهم لم يُخلَقوا لِما خُلِقَ له ( الخلافة ) .
__ متابعته بالإرشاد والتوجيه ( عبر الأنبياء والرسل ).
__ الأمر الدائم له بالتسامي الأرضي عبر الجمع بين الإيمان والعمل .
=== وآخر المطاف ((( الجنة والخلود )))
= ليس لأنها الهدف الأساسي للخلق
=== بل لأنها النتيجة الحتمية التي وحدها تليق بالضرورة لهذا المخلوق المتسامي والمُبدع فيما خُلِقَ له .
___________
يتبع بعون الله وتوفيقه .
=====
إبراهيم فوّاز . |