محنة الدِين والإنسانية (1)
= يُمكن إختصار تعريف الدِين بأنه منظومة فكرية إجتماعية سلوكية تتناول شؤون الوجود الإنساني ومصيره .
= محور الاهتمام الأساس للدين هو الإنسان .
= غاية الدِين هو الرقي بالإنسان .
= معرفة الدِين تعتمد على حصرية مصادر معرفته .
= أول صحيح الإنتماء والإلتزام بالدين هو عدم تضييق مصادر معرفته وعدم إدخال فيه ما ليس منه .
=== إتفق المسلمون على أنَّ أهم مصادر الإسلام هي القرآن الكريم والسُنَّة الشريفة .
= ضمن هذه الخطوط المقدسة التي لا نقاش فيها كان بالإمكان نظرياً أن يكون المسلمون أفضل مَن سكن الأرض وسادها .
لكن حيث الواقع ينطق صارخاً بنقيض ذلكَ فلا بُد من جرأةٍ تتناول إبتداءً ولو إختصاراً أسباب الإنحدار والإنحطاط رغم إدعاء الإنتماء إلى الإسلام .
= سأحاول الإشارة إلى بعض ما أراه قد أدى ليس فقط إلى الإنحدار المُشار إليه بل إلى إفتراق المسلمين عن الإسلام وغربتهما عن بعضهما .
=== أقول : إنَّ مِن أعظم مِحنِ الإسلام أنّ كِباراً مِن أصحاب الشأن العلمي والإجتماعي (بمختلف التسميات ) وعبر مئات السنين (((أضافوا))) إلى مصادر المعرفة والتشريع في الإسلام (((مصدراً))) ما أنزل الله به مِن سلطان .
=
= = = هذا المصدر الذي صار محور وقطب مصادر المعرفة والتشريع هو ( الحاكِم ).
= الحاكم والذي قد يكون لَقبه : السلطان أو الملك أو الأمير ، أو الرئيس ، أو أو أو .
- هذا الجليل بفخامة الألقاب قد صار عبر التاريخ المصدر الأول عند كثيرين مِمَن يُسمون علماء ورجال دين البلاد (أي بلاد وبالعموم).
- التفسير والتأويل والشرح التي يمتهنها ويبرع بها كِبار وصِغار طبقة رجال الدين (هؤلاء) يَجب أنْ لا تُغضب الحاكم بل ويجب أنْ ترضيه (فهو وليُ الأمر) .
- الحاكم بأمره يعلم بضرورة الواقع أنّ (هؤلاء) هم أهم أداة إستمرار حكمه وتعظيم مقامه وتطويع العامة له .
- وعليه إذا أراد الحاكم قِتالاً : حضر (هؤلاء) بقول : قاتلوهم ،واقتلوهم ... وإذا أراد سلماً : قالوا : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ... وإذا أراد إستسلاما : قالوا : لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها ، والصلح خير ... وإن أراد توسعة ملكٍ : قالوا : والله يؤتي ملكه مَن يشاء... وإن أراد طاعة بلا تذمرٍ ولا إعتراض : قالوا : أطيعوا أولي الأمر منكم ...وإن أراد التطويع بالقمع : قالوا : أطع الأمير ولو أخذ مالكَ وجلد ظهرك . وإن أراد تشريع ثرواته : قالوا : إنّ ربي يبسط الرزق لِمن يشاء ...
=== وهكذا ............... :
فالحاكم برغباته بأهوائه ،بأرائه، بميوله ، بأوهامه ، صار المصدر الأول لِوحي التحليل والتحريم والتشريع صعوداً حتى صياغة مفردات الفكر والعقيدة ونزولاً حتى صغير وتافه السلوكيات .
- وببراعة (هؤلاء) في تمييع وتمييل النصوص والنفوس ما كان يحوجهم أي تبرير لأقوالهم وفعالهم بل وحجز رفيع المقامات لأنفسهم في دار الخلود .
===
يتبع .....
وحسبي الله ربي وهو الكافي
=====
إبراهيم فوّاز .