إخلع نعليك
( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المُقدس طوى ) الآية الكريمة خطاب إلهي لنبيه موسى (ع) وقد كانت بمناسبة دنو النبي (ع) من تلك البقعة عله يأتي لأهله بقبس من نار أو خبر يُنجيهما وعورة الطريق .لكن في الآية كما نرى خبراً آخر وقصداً خطراً نوجزه بما يلي :
أولاً : إن موسى (ع) كان في طور حمل رسالة عظمى .
ثانياً : الخطاب والتكليف هو من الجهة الأقدس .
ثالثاً : تلك البقعة كانت وادياً مفتوحاً وصارت منذ اللحظة أرضاً ( أو حالة ) مقدسة بالنسبة لذلك الرجل الذي سيصبح عند دخولها نبياً أي (عظيماً برساليته ) .
وعليه : ( فاخلع نعليك ) والنعلان هنا _ ( كما يمكن أن نتصور ) _ ليسا بالضرورة من لباس الأرجل ، وليسا بالضرورة من جلد حمار أو خنزير .
بل قد نراهما رمزاً للخصوصيات الشخصية وهي مما لا داعي لوجودها أو مما قد يضر وجودها حالة الدخول في عالم المقدسات .
وتطبيقاً على الواقع نقول :
- إن لكل منا خصوصياته
- ولكل منا مقدساته
فمن أراد أن يتعاطى مع المقدسات عليه أن يتعرى من الخصوصيات .
وإلا فإنه سيجلب العار إلى كل مُقدس يرفع شعاره .
فأنت مهما كنت : إذا أردت أن تكون مخلصاً ، مؤثراً ، متفانياً في سبيل ما تحمل من مباديء وأهداف
فاخلع خارجاً كل غاياتك الخاصة قبل دخولك إلى المسجد والنادي والخطاب والكلمة والشعار .
عندها قد تصبح كبيراً ، وإلا إن أبيت إلا أن تكون أنت وكل شيء أنت ، فستقزم المقدسات إلى حجمك وسلامٌ على الدنيا والآخرة .